السبت، 16 أبريل 2016

العلمانية هي الحل

كل من هو غير علماني فهو ارهابي , هذه العبارة تلخص مضمون المقال , كثيرا ما نسمع من الشيوخ ورجال الدين ان العلمانية هي كفر والحاد وزندقة، ونسمع من بعض من يحاولون ان يجذبوا ويحببوا الناس بالعلمانية انها جاءت لتحمي الدين وتحافظ عليه، طبعا الطرفين مخطئين العلمانية لا تحافظ ولا تحمي الدين بل تحمي وتحافظ على الانسان، وهي لا تحارب الدين بل تمنع البشر من محاربة بعضهم بعضا .
ما هي العلمانية ؟ لا اريد ان ادخل بكلام فلسفي ومزعج ومعقد عن العلمانية، دعونا نتكلم بوضوح وبكلام بسيط ومفهوم للجميع  العلمانية هي مبدأ او نظام يهدف الى ان يعيش البشر بسلام بعيدا عن الحروب من خلال المساواة، اي جميع البشر متساوون بالحقوق والواجبات لا وجود لشعب الله المختار ولا لخير أمة اخرجت للناس، لا فرق بين مسلم ويهودي او مسيحي او من اي دين انت او لاديني وملحد هذا كله غير مهم فالجميع متساوون، لا يهم لون البشرة او العرق ولا اي شيء، المهم انك انسان ولا تنتهك حقوق غيرك ولا تتجاوز عليهم وإلا فإنك ستحاسب امام القانون .
لنأخذ الامور ببساطة شديدة لا توجد دولة في العالم كل مواطنيها من نفس الدين ومن نفس المذهب، وعلى مر العصور لم يتمكن اتباع دين معين من ان يجعلوا كل الناس يؤمنون بدينهم ولم يتمكن الحكام الجبابرة من القضاء على دين نهائيا، علينا ان نتعلم من التاريخ الملايين ماتوا وعذبوا وعانوا بسبب الدين وقعت العديد والعديد من المعارك ولكن ما النتيجة ؟ سيزداد اتباع كل دين بالتمسك بدينهم , حدثت الكثير من المناقشات والمناظرات الدينية لكن لم يتحول كل الناس الى هذا الدين او ذاك، نستطيع ان نفهم من هذا كله ان الناس لا يمكن ان يفكروا بنفس الطريقة العقول مختلفة وطبيعة كل شخص وبيئته تؤثر عليه  ماذا اريد انا ؟ وماذا تريد انت ؟ لماذا لا ننطلق من الامور المشتركة بيننا ؟ انا اريد ان اعيش بسلام وانت تريد ذلك ( من لا يريد ان يعيش بسلام او لا يريد للآخرين ذلك فهو ارهابي ) لننطلق من هذه الفكرة البسيطة هل يمكننا ان نعيش جميعا بسلام ؟ في البداية علينا ان نتقبل اننا مختلفين ولا يمكن ان نتفق ونتشابه في كل شيء، عليك ان تتقبلني كما انا ولا تتجاوز على حقي وانا كذلك , من هنا ببساطة يمكن ان نبدأ بوضع القانون او لنقل الدستور لدولتنا، لا يمكن ان يكون الدستور بحسب الشريعة الاسلامية اولا لانه لا يوجد مفهوم واضح للقوانين الاسلامية لان كل طائفة تختلف وتعارض الطائفة الاسلامية الثانية ويصل بهم الامر الى تكفير بعضهم بعضا، وثانيا لان هناك ناس غير مسلمين من اديان اخرى او لا دينيين يعيشون معك في نفس الدولة حتى لو كان هناك شخص واحد غير مسلم لا يمكن ان تفرض قوانينك عليه، الديمقراطية تعني ان الحكم للأغلبية لكنها لا تتجاهل الاقلية.
العلمانية لا تمنعك من ان تمارس جميع طقوس دينك بحرية تامة لا بل هي توفر لك الحماية وتقدم لك الخدمات من ماء وكهرباء للمسجد او للكنيسة او لأي دار عبادة عندك، ولا تسمح لأي شخص بالتجاوز عليك بسبب معتقدك ودينك، ومن هذا المنطلق ينطلق اصحاب فكرة ان العلمانية جاءت لتحمي الدين، الى هنا تبدو العلمانية شيء جمل وقد يقول اغلب المسلمين البسطاء نحن مع العلمانية اذا كانت هي كذلك لا نريد ان نعتدي على احد ولا نريد احد ان يعتدي علينا .
كما تعطيك الدولة العلمانية الحق في ممارسة دينك فهي ايضا تعطي هذا الحق للآخرين أي كما تعطي الكهرباء والماء للمسجد فهي تعطيها للبار، هناك الكثير من التجاوزات التي تحصل من قبل المسلمين ( انا هنا اقول مسلمين لاني اعيش في غالبية اسلامية فإذا كنت من دين آخر يمكنك استبدال كلمة اسلام باسم دينك ) وهم لا يشعرون بها لأنها اصبحت بديهية عندهم .
في دولتنا العلمانية التي لا تنحاز لأي طائفة او دين او مجموعة ان تكون هناك مراعاة لأبسط الامور، سوف اخذ مثال عن المغرب ( باعتبار إني مغربي )   لنبدأ من الشعار الوطني الله الوطن الملك  والذي هو يمثل رمز وشعار الدولة أي يمثل جميع المواطنين، كلمة  » الله » على العلم هي رمز اسلامي فإذا وضعناها على العلم سيكون من حق المسيحي ان يطالب بوضع كملة  » يسوع المسيح  » مثلا وكذلك الأمر بالنسبة للأيزيدي والصابئي واليهودي واللاديني و…، هنا ستكون مهزلة ويتحول العلم الى لوحة اعلانات ! لذلك ولتلافي هذه المهزلة يفضل حذف كلمة الله من الشعارالوطني ولا يوضع فيه أي شعار او رمز ديني .
لنأخذ مثل آخر كل يوم يؤذن المؤذن بمكبرات الصوت من فوق الجوامع، في هذه الحالة وفي دولتنا العلمانية العادلة من حق المسيحي ان يطالب بطرق جرس الكنيسة ومن حق الديسكو والبار ان يضع مكبرات صوت لأغاني وللموسيقى كما هذا الأمر مسموح عند المسلمين ان يضعوا مكبرات الصوت للطميات ! تخيل هكذا مدينة مسموح للجميع فيها ان يستخدموا مكبرات الصوت ! ستكون فوضى وضوضاء مزعجة لذلك ولحل المشكلة نمنع الجميع من ان يصدروا اصوات عالية ويزعجوا الآخرين .
لاحظ ان العلمانية لا تحارب دينك لكن تجعلك متساوي مع الاخرين، من هنا يرى البعض ان العلمانية تقيد الدين وهي تهدف الى طمس الدين , لكن في الحقيقة الدين هو من يتجاوز على الاخرين والعلمانية تمنع ذلك، اصبحت الكثير من التجاوزات بديهيه عند اصحابها .
هذه امثلة بسيطة وواضحة عن منع العلمانية لبعض التجاوزات الدينية، قد لا تكون هذه الامثلة ذات قيمة كبيرة لكنها واضحة ومفهومة للجميع، وفي قوانيننا الأخرى ننطلق أيضا من منطلق غير ديني مثل قوانيننا الاقتصادية والسياسية وغيرها ونتبع في ذلك المصلحة للمواطنين وليس مصلحة الله , باختصار لا يجب ان نصبغ مؤسسات الدولة بالدين، فالدين لله والوطن للجميع .

هناك تعليق واحد:

  1. صراحة يجب على ملك البلاد محمد السادس أن يقوم بتطبيق الحد على هؤلاء أولا هدا الخنزير زهير وهو قليل في حقه رغم انه علماني ويوجد من هو أقوى منه شرا إلا أنه أكثر شرا في إساءته ومحاربته للدين الإسلامي يجب على ملك البلاد تطبيق الحد عليه شخصيا بتهمة سب وإهانة ومحاربة المقدسات وبتهمة الخيانة لأنه سب النبي ونعل النبي خير منه ومن أمثاله وسب أيضا الملك محمد السادس وإهانته بسبه لمولاي إدريس الأول بأنه ولد غير شرعي ويقصد بقوله هذا بتشكيكه لنسب العائلة العلوية والملكية بأنها غير نزيهة وشريفة وبأنها عائلة نسبها قائم على الزنا لوجدتك ايها الحقير العلماني لرميتك للكلاب والضباع ليأكل حي أمام العامة ليكن عبرة لكل من سولت له نفسه

    ردحذف