السبت، 21 مايو 2016

قضية علي المرابط


الكاتبزوهير المشردل  
علي المرابط المزداد سنة 1959، أي من أبناء جيل سنوات الستينيات، ترعرع وتابع دراسته في مدينة الحمامة البيضاء وبدأ علي المرابط مسيرته العملية بعد ان اشتغل موظفا في وزارة الخارجية المغربية، قبل أن يتحول للعمل الصحفي رغم المضايقات الكثيرة والمتعب التي عاشه.
علي المرابط هو واحد من الأسماء الصحفية المثيرة للجدل، وهو الذي شكل أبرز وجوه الجيل الجديد من الأصوات التي اُعتبرت "مشاغباً". ففي سنة 2003 صدر حكم في حق الصحفي المغربي، الذي وصل بداية إلى السجن 4 سنوات، والغرامة 20000 درهم، قبل أن يتم تخفيفه إلى 3 سنوات، بتهمة المس بالاحترام الواجب للملك، وإهانة المقدسات، والتشكيك في الوحدة الترابية، إثر مقالات ورسوم كاريكاتورية نشرها في صحيفتيه "دومان" و"دومان ماجازين"، وانتهى هذا إلى الإفراج عنه بعفو ملكي، بعد تدهور حالته في السجن؛ حيث خاض إضرابا طويلا عن الطعام استغرق حوالي 50 يوما، ففي العام 2005 اصدرت محكمة في الرباط حكما اعتبر الاغرب من نوعه يقضي بمنع الصحفي علي المرابط من العمل الصحفي بالمغرب لمدة عشر سنوات وغرامة مالية قدرها 50000 درهم بسبب تحقيق اجراء في مخيمات اللاجئين وكشف كذب ادعاءات المخزن على شعبه بشان اللاجئين الصحراويين و اخفاء المصادر التي تكشف الحقيقة والرقابة آنذاك، رفض  علي المرابط  فكرة ترحيله إلى فرنسا التي يحمل جنسيتها، واختار البقاء في بلاده، إلا أن السلطات لم تمنحه الترخيص بإصدار صحيفة جديدة بعد منع صحيفتيه السابقين، مما دفعه إلى العمل مع جرائد أجنبية وها هو ذا علي المرابط يعيش الآن في مدينة تطوان (شمالي المغرب)، حيث يدير الموقع الإلكتروني "دومان أونلاين" منذ عام 2011، متحديا الحظر المفروض عليه، وقد سبق لمنظمة "صحافيون بلا حدود" أن صنفت علي المرابط من ضمن 100 من أبطال الإعلام، بمناسبة احتفاءها باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2014. كما سبق وأن فاز بعدة جوائز للصحافة وحرية التعبير.
إذ يعود قلم الصحفي المغربي علي المرابط للحياة من جديد، بعد 10 أعوام كاملة من الحكم عليه بتهمة القذف، ليستحق هذا الرجل وصف أخطر صحفي في المغرب ومؤكدا في كلامه  "أنا لم أتغير، فعلي المرابط الذي كان في سنوات سابقة هو نفسه علي المرابط الذي عاد اليوم، وهو الذي سيظل حتى آخر يوم في حياتي، سأظل أعيش في المغرب وحتى لو صدر في حقي منع ثان وثالث فهذا لن يمنعني من الكتابة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق